كثيرا ما يستهان بالتسويق او على الاقل يساء فهمه فكثير من الناس يختزل التسويق في الاعلانات فقط, بينما يعد التسويق من أهم ركائز الأعمال والتجارة وإغفال حصة التسويق من رأس المال لا يقل اهمية عن إغفال حصة البضاعة, ولعلنا نذكر أهم سبع أسباب تبين أهمية التسويق للأعمال:
1-(الانخراط - التفاعل) (Engagement):
يصعب ترجمة الكلمة بالعربية لكن لعلها تتضح مع السياق. من المهم للأعمال التفاعل مع الزبائن والعملاء فالتفاعل هنا يختلف عن الدفع بالعروض. التفاعل يتضمن تعريف العميل بالمنتجات والأعمال, فهو عبارة عن محتوى متجدد يخبر العميل مالم يعلم, كما يجب على المحتوى ان يكون مثير للإهتمام ويستحق وقت العميل.
من خلال التفاعل يمكن للعملاء والزبائن التعرف على المنتجات وخصائصها واستعمالاتها والقيمة المضافة التي تقدمها.
وسائل التواصل الإجتماعي تعد أفضل المنصات التي تمكن أصحاب الأعمال الانخراط والتفاعل مع عملائهم, وقد تتنوع ادوات المحتوى من مقاطع فديو قصيرة إلى صور وصور متحركة ومنشورات مكتوبة, ومن ناحية نوعية المحتوى فقد يتصف بالإحترافية او البساطة أو حس الفكاهة وغيرها.
التفاعل والانخراط مع العملاء والزبائن يبني الولاء وحس الانتماء لديهم.
2- البناء والتحكم والتوجيه للهوية التجارية (Branding):
الهوية التجارية أكبر من مجرد شعار وألوان فهي صورة الشركة الغير مرئية وغير الملموسة, البعض يصفها أنها السمعة والبعض يقول انها ما يتبادر لذهن العميل حين سماع اسم أو رؤية شعار الشركة وهي الرسائل الغير مباشرة التي ترسلها الهوية وإنعكاس للجودة والإهتمام والقيمة التي بنتها الشركة لنفسها من خلال تقديم أعمالها وخدماتها.
من خلال التسويق يمكنك بناء هذه السمعة والتحكم بها كما يمكنك توجيهها إلى أن تعكس في أذهان الناس ماتريد. ففي بعض الحالات تبين الشركات من خلال التسويق واستراتيجياته أنها تهتم بالخدمة الإجتماعية او البيئة وغيرها لجعل العميل فخور بتعامله مع هكذا شركة.
3- التواصل (Communication):
يعد التسويق من أهم قنوات التواصل مع العملاء من خلال إيصال العروض الجديدة للعملاء والزبائن. كما ان التواصل يمكن الشركة من تقديم خدمة العملاء بشكل أفضل والإجابة عن الأسئلة والإستفسارات.
من خلال التواصل يمكن للتسويق المساعدة في جعل الشركة رائدة في مجالها.
4- زيادة المبيعات (Boost Sales):
من خلال التحليل التسويقي واستراتيجيات التسويق يمكن للشركات زيادة مبيعاتها وضمان عودة العملاء والزبائن من خلال معرفة الفئة المستهدفة والأسواق والعروض المناسبة لزيادة المبيعات.
لا يقتصر التسويق على ذلك فقد يدخل التسويق في تعديل خصائص المنتجات وتغليفها كما أنه يدخل في تعديل باقات الخدمات بما يتناسب مع السوق وحاجات العملاء والزبائن وتنافسية القطاع.
5- الوعي (Awareness):
قد تشير المقاييس إلى أن مشاهدات العروض وزيارات الموقع وصفحات التواصل الإجتماعي للشركة أكبر من المردود على المبيعات هذا ليس بالشيء السلبي بل بالعكس هذا يزيد الوعي عن العلامة التجارية والمنتجات والخدمات فيشكل قاعدة كبيرة من العملاء والزبائن المحتملين (الأصول الإجتماعية Social Assets) وقد يكون مردودها على المبيعات في الأجل الطويل.
كما أن بعض الشركات تقدم إعلاناتها لهذا الهدف فقط ولعلك عزيزي القارئ قد شاهدت إعلانات لشركات تضع شعارها والموسيقى التي تميزها فقط من دون عرض منتجات او عروض ترويجية فالهدف من مثل هذه الإعلانات تعزيز الوعي والتواجد بالعلامة التجارية.
6- المقاييس التسويقية (Marketing Metrics):
بإستخدام ادوات القياس تظهر لنا نتائج تبين آداء الخطط والإستراتيجيات والحملات التسويقية, قراءة هذه المقاييس تعطي الشركة تصور أفضل لمردود الحملات و الأداء التسويقي بشكل عام وتساعد الإدارة العليا في إتخاذ القرارات التسويقية.
بقراءة المقاييس يمكن تحديد النهج والإستراتيجية الأنسب والأعلى فاعلية من خلال قياس نتائج الأداء التسويقي التاريخي والتعديل عليها.
7- مكانك في السوق (Market Position):
في بداية العمل التجاري السوق المستهدفة بالنسبة لرواد الأعمال قد تبدو كبيرة جدا و بالتعمق يكتشف رائد الأعمال مجتمعات اصغر وتنوع اكبر, التسويق يفتح عين رائد الأعمال للأسواق المناسبة والعملاء والزبائن المستهدفين بشكل أوضح مما يمكنه من تحديد الفئات والأسواق المناسبة لطبيعة عمله وبين منافسيه داخل القطاع, كما يمكنه التعرف على أسباب تفضيل زبائنه وعملائه له دون عن المنافسين.